تشغيل المعوقين ذهنياً
يتطلب تشغيل المعوقين ذهنيا سنوات من العمل على تغيير الاتجاهات وأنماط التفكير السائدة لدى أفراد المجتمع وخاصة في البلدان النامية فيما يخص قدرة المعوقين على الإنتاج والعمل بكفاءة. إن مهمة تشغيل المعوق ذهنيا، بشكل خاص، والوصول بهم إلى درجة من الاستقلالية والاعتماد على الذات هي واحدة من أهم غايات وأهداف مركز دراسات وأبحاث المعوقين SCHR .
من يعمل مع هذه الفئة وهي في الوقت نفسه أصعبها وأكثرها مثارا للجدل والتحديات وخاصة أن تؤمن للمعوق ذهنيا العمل المناسب وأن تدربه عليه وأن تضمن له حقوقا متساوية مع الآخرين من حيث بيئة العمل والمقابل المادي، وفي الوقت نفسه أن تحميه من سوء المعاملة والاعتداء وأن توفر له وسيلة آمنة للمواصلات.... كلها جوانب يجب أن تتكامل وأن تعطى القدر نفسه من الاهتمام وهنا يبرز التحدي.
إلا أننا لا نزال نشق الطريق بصعوبة ونحتاج، فيما نحتاج، إلى الدعم والمؤازرة فيما بيننا فنعمم التجارب الناجحة ونتبادل الخطط الجيدة ونتواجد لنقدم النصح والخبرة لمن يحتاجها منا فهذه دعوة لنتبادل المعارف والخبرات ونعمل سويا لنحفظ كرامة أبنائنا ونكون معهم ليحققوا الاستقلالية والعيش الكريم.
إن عملية التأهيل بكل جوانبها تهدف بالأساس إلى توفير استقلالية في الحياة لدى الأشخاص المعوقين ومن أصعب المراحل في التأهيل هي عملية التأهيل المهني والتي تتعلق بتدريب الشخص المعوق على مهنة يمكنه من خلالها الاعتماد على ذاته في توفير الاحتياجات المادية وتحويل الشخص المعوق من عالة على المجتمع إلى أداة في البناء الاقتصادي.
وأما الاتجاهات السائدة لدى مؤسسات التأهيل المهني فقد كان الشائع سابقاً يتركز على المعوقين بصرياً وتأهيلهم في بعض المهن التقليدية بحيث أصبح من الشائع بأن الفرصة التأهيلية للمعوقين بصرياً وهي تلك المهن التي تعتمد بشكل مباشر على المهارات اليدوية والأشغال اليدوية كأشغال القش والخيزران والمكانس والنسيج والنول وصناعة السجاد وإذا ما تمكن شخص من إتقان عمل أخر كان لا يسمح له بالعمل خارج إطار مؤسسات المعوقين بصرياً.
وفي وقت لاحق أصبح المجال أوسع بقليل حيث دخل في إطار التأهيل المعوقين حركياً خصوصاً مستخدمي الكراسي المتحركة ومن يعانون من صعوبات حركية عالية في استخدام العكازات والأدوات المساعدة حيث تم تخصيص مهن الخياطة والتطريز والجبس وبعض الأعمال الخشبية كالحفر على الخشب وبعض المهن التي لا تحتاج إلى حركة وتتطلب مهارة يدوية حيث أدخلت حديثاً مهنة تصليح الراديو والتلفزيون والتجليد على مؤسسات التأهيل المهني.
وأما الإعاقات الذهنية فقد دخلت مجال التأهيل المهني حديثاً وفي بداية الثمانينات وتركزت حول بعض الأعمال اليدوية البسيطة التي لا تحتاج إلى جهد كبير من الدقة والعناية وكان الهدف من ذلك ليس أكثر من منح الشخص المعوق ذهنياً بعض التدريبات وإنتاج بعض المنتجات التي قد تساعد المؤسسة في توفير دخل لها من خلال تسويق هذه المنتجات في المواسم والأعياد بطريقة لا تخلو من الابتذال والتقليل من شأن المعوقين لاستدرار الشفقة والعطف من المشترين لهذه المنتجات.
كل هؤلاء الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة لم يكن يسمح لهم بالعمل خارج إطار المؤسسات التي يتم تأهيلهم فيها حتى أن المؤسسات لم تكن لتفكر بتوفير فرص عمل لهم خارج إطار المؤسسة كون أن المجتمع لا يتقبل أن يعمل هؤلاء ضمن مؤسساتهم ليس لعدم إيمانهم بقدرات الأشخاص المعوقين بل كذلك بسبب النظرة السلبية العامة تجاه قضايا المعوقين بشكل عام وممارسة التمييز السلبي ضدهم حتى داخل إطار الأسرة ودائماً يبقى المعوقين ذهنياً هم الأكثر تضرراً في أي مجال. حيث ما زال الوعي بقدرات الأشخاص المعوقين وإمكانياتهم في العمل والإنتاج أمراً مشكوكاً به من قبل المجتمع ففي كثير من الأحيان يتم استيعاب بعض الأشخاص في بعض المهن ليس من قبيل الإيمان بحق هؤلاء الأشخاص وإنما من باب الشفقة عليهم ومن باب الصدقة بحيث يتم استيعابهم في المؤسسة أو الشركة وبدون إسناد أي عمل حقيقي يتلاءم ومؤهلاتهم وقدراتهم على الإنتاج ومع مرور الزمن يصبح هذا الشخص يتلقى مجرد مساعدة مالية وكثيراً ما يطلب منهم الجلوس في المنزل والقدوم في نهاية الشهر من أجل استلام الراتب، وهذا يؤثر سلباً في حياة الشخص المعوق فبدلاً من أن نساعده في إعادة الاندماج الاجتماعي نقوده في أغلب الأحيان إلى العزلة والاتكال على هذه الصدقة التي تقدم له.
قبل التشغيل تهيئة البيئة المحيطة له وتقبل أرباب العمل له :
هنالك خطوات يجب أن نكون حذرين عند تطبيقها ، وكلنا بالطبع يعرفها جيدا. وهي التهيئة المهنية والتدريب المهني، هذه الخطوات التي لابد أن تكون الأساس قبل التشغيل.
وتعتبر مهمة مراكز التأهيل المهني هي من أكثر الحلقات أهمية في عملية التأهيل إذ يجب أن يكون الشخص المعوق قد أنهى كل مراحل التأهيل الطبي والنفسي والاجتماعي ليدخل مرحلة التقييم المهني والذي يجب أن يوفر للشخص المعوق عدد من البدائل المهنية ليختار من بينها ما يتلاءم ورغباته وميوله وبما لا يتعارض مع قدراته. وتبدأ الصعوبة الحقيقية في هذه المرحلة مع قرب إنهاء الفترة التأهيلية وعملية البحث عن فرصة عمل،
بالنسبة للنقطة الأولى واقصد البطالة فمجالها ليس هنا ونتركها للسياسات العليا .أما النقطة الثانية فهي الأساس حيث يتطلب من الأهل مند الصغر زرع الثقة في نفس ابنهم المعوق لإيجاد عملا ما فباستطاعته الإبداع بنوع آخر وليس بالضرورة إتقان كل شيء(فالأصحاء أيضا يقومون بعمل واحد) ومن هنا تبدأ تعليم المهارات سواء العلمية أو العملية المهم أن يشعر هذا المعوق بأهميته في المجتمع وأنه قادر على العطاء كغيره من أبناء مجتمعه
المعوقون ذهنياً هم الأقل حظاً
المعوقون هم الأقل حظاً بين شرائح المعوقين جميعاً وفي كافة أطر التأهيل، فالمؤسسات التأهيلية التي تقدم الرعاية لهذه الفئة من الأطفال المعوقين لا تتجاوز النسبة 20% من مجموع المعوقين ذهنياً وتقدم من سن 14 – 15 سنة وبعد هذا السن يرسل هؤلاء الأطفال إلى عائلاتهم وتتوقف خدمات التأهيل عنهم لأنهم يصبحون خارج إطار المحدد الزمني لعمل هذه المؤسسات.
ما هي الوظيفة المناسبة للمعوق ذهنياً
1) يجب أن نختار العمل الذي يناسب العمر العقلي للطالب ,أو الحالة الصحية له.
2) قدرته على التعلم وما هي المدة التي يحتاجها لإتقان مهنه ما
3) السلامة المهنية إذا كان العمل في داخل مصنع.
4) التقبل الاجتماعي للشخص وتشجيعه علي الاستمرارية.